كِتَابُ الحج
تَعريفه:
الحج في اللغة: القَصْد.
والحج في الشرع: قصدُ مكةَ والمناسكِ لأداءِ عبادةٍ الله تعالى معينةٍ في وقتٍ معينٍ . وفُرِضَ سنة تسعٍ من الهجرة النبوية.
حكمه:
هو أحد أركان الإسلام، وفرض من الفرائض التي عُلمت من الدين بالضرورة. منكر وجوبه كافر مرتد عن الإِسلام. لقول الله تعالى: {.. وللّه على النَاسِ حِجُّ البَيْتِ من اسْتطاعَ إليْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كفر فإنَّ اللّه غنيُّ عن العالمين } (آل عمران 97).
فضل الحج
فضله:
وردت أحاديث كثيرة في فضل الحج وأنه من أفضل الأعمال وأنه يكفِّر الذنوب وأنه جهاد وأن ثوابه الجنة. من هذه الأحاديث ما يلي:
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: "إيمان باللّه ورسوله " قيل ثم ماذا؟ قال: " الجهاد في سبيل الله " قيل ثم ماذا؟ قال: "حج: مبرور" متفق عليه.
2- وعنه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من حج فلم يَرْفُث ولم يَفْسُق رجع كيومِ ولدتْه أمُه " متفق عليه.
3- وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "العُمرة إلى العمرة كفَّارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " متفق عليه.
4- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ فقال: "لكن أفضل الجهاد حج مبرور" رواه البخا ري.
كم مرة يجب الحج في العمر؟
يجب الحج مرة واحدة في العمر فما زاد فهو تطوع، لحديث أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: خطبنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: "يا أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحُجُّوا" فقال رجل: أكلَّ عام يا رسول اللّه؟ فسكت حتى قالها ثلاثاً فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم : "لو قلت نعم لوجَبَتْ ولما استطعتم " رواه مسلم.
وجوبه على الفور:
يجب الحج على الفور لحديث ابن عباس رضي اللّه عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم : "تعجلوا إلى الحج فإنَّ أحدكم لا يدري ما يَعْرُض له " أخرجه أحمد.
ولما أُثِرَ عنْ عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه أنه قال: "لقد هممتُ أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا كل من كان له جِدةٌ ولم يحجَّ فيضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين " رواه سعيد بن منصور في سننه والبيهقي.